أشكر كاتب الموضوع على اثارة هذا الموضوع الهام. . .
ولكن مفترض ألا تكون تلك رسالتنا للغرب من أنين أواستعطاف لكون اسلامنا مضطهد من قبلهم ولكون المسلمين بالغرب أقلية
ولابد ان نلاحظ أننا كمسملون نتعامل مع الغرب وهم من لديهم حساسية ضد الاسلام ولن ينسوا تاريخنا معهم فلابد ان يختلف لسان التخاطب مع أوربا عن لسان التخاطب مع شرق آسيا مثلا فلن تنسى أوربا بسهولة نتائج 2500 معركة حربية كبرى والتى كان الانتصار حليف الإسلام فى اغلبها ولن تنسى أوربا غزو الإسلام لها وطرق أبواب اوربا بالسيف إلى ان تم فتح القسطنطينية ذاتها وهى معقل انتشار المسيحية فى العالم وحيث أنه يوجد توجه عام لدى الباباوات ويلتقى ذلك مع أباطرة و نبلاء الماضى وسياسيو الحاضر فى دحر الإسلام فى اوربا ومحاصرته فقد استطاعو الحفاظ والاحتياط لعدم نشر الإسلام فيهم عسكريا فلا قبل للمسلمين حاليا بغزوهم خاصة بعد تطور ترسانة أسلحتهم وعلمهم الذى سبقنا بمراحل وأجيال ولكن الله تعالى متم نوره ولو كره الكافرون فشاء الله تعالى للإسلام ان ينتشر بفضل جهاد الكلمة والذى لا يقل أبدا عن جهاد السلاح بل ربما يزيد فى ظل الظروف الراهنة وهو الملائم بالفعل لطبيعة الحال وقد اتى ثماره هذا الجهاد فى إسلام الكثير من الاوربيين والامريكان وهم من نشاهدهم بالحج والعمرة ولو سارت الامور على هذا المنوال فإن نور الله تعالى وإسلامه سوف يعم أرجاء هذا الكون الفسيح
ولكن ما هو دورنا نحن المسلمون حاليا لنشارك فى هذا الفتح العظيم
المفترض علينا هو التفاؤل والاستبشار بأن النصر هو حليفنا لأننا على الحق وديننا حق ونبينا رسول الحق خاتم النبيين ودعوته هى الدعوة الحق والمفترض إظهار دعوة نبينا الكريم للدين ليس بالكلمات فقط ولكن بالفعل بأن نحاول أن نحسن من صورة أنفسنا لأن ذلك إعلان عن طبيعة ديننا فالغرب قد ألصق بنا تهمة التخلف والجهل ليعمى بذلك عن عقلائهم تفهم طبيعة ما يدعو إليه ديننا الحنيف على سبيل الحفاظ على هويته المسيحية والمفترض علينا ان نمحو تلك الصورة الكاذبة بالفكر وتعلم كيفية الخطاب
لمن نخاطب من الغرب . . . فنحن نخاطب من نخاطب بلسان المخاطب
ولا أقصد اللغة ففيهم من يتكلم العربية ولم تدع فنون الترجمة اى مجالا لسوء الفهم بينما أقصد لغة العاطفة ولغة الماديات وما يتميز به ناطقى الضاد والمسلمون فى اللغة الاولى ( العاطفة ) وما يتميز به الغرب فى اللغة الثانية ( الماديات )
وهذا يفرض علينا تغيير لغة الحوار فى التعامل مع هؤلاء فمثلا لا يصح ابدا أن ندعو قبطيا للإسلام ونسترشد بآيات قرآنية فى الإقناع إذ هو أساسا لا يؤمن بالقرآن وقد فعلها نبينا الكريم فى صلح الحديبية حينما طلب منه المفاوضون محو كلمة رسول الله فى بيان الصلح ورفض سيدنا على ابن أبى طالب وقال والله لا أمحها بعدما قال له رسول الله امحها يا على . . . بينما أقر ذلك نبينا الكريم وقال صلى الله عليه وسلم لسيدنا على أرينيها وقام بمحوها بإصبعه الشريفة وبذلك ضرب أعظم مثل فى حكمة التخاطب
هذا هو بيت القصيد إذا أردنا إقناع الآخر
والأكثر من ذلك أنه هناك بعض الأصوات بالغرب تطالب بالموت للعرب وللمسلمين حيث أنهم عالة على المجتمع الدولى ولا يستحقون لا مصادر الطاقة التى ظهرت بأراضيهم ولا يوجد لهم فضل ولا يعرفون إلا بيعها ولا حتى الهواء الذى يتنفسوه وتلك النظرة فرضتها نظم العولمة والاتساع فى تكنولوجيا الاتصالات منهم من يقول أننا كالأنعام لا نضيف لتحسن مستوى معيشة الإنسان عموما
ولكن بالطبع كلامهم مردود عليهم فنحن من قدنا مسيرة العالم فى ظلام جهلهم وإن كانوا بحضارتهم المزعومة فرحين فلينظروا لمعدلات الاكتئاب والانتحار والجريمة لديهم ويقارنوها بما لدينا كمسلمين من قيم ومثل وتقاليد تحفظ لنا منظورنا للحياة عموما . . . ثم من المفترض أن نتجنب الصدام معهم . . . علينا إفهامهم أننا نحترمهم كآدميين وإخوانا لنا فى البشرية ونطالبهم باحترامنا واحترام ادميتنا
علينا التخلى عن لغة العنف والقتل والتهديد . . . علينا ان نوسط عقلاء أمتنا فى التعامل معهم وليس جهلائها وبمقولتى جهلائها لا أنفى عنهم صفة الولاء للدين ولا للوطن ولا للأمة بل ربما يتوافر لديهم الإخلاص إلى حد أن يكونوا ما يميزهم بينما يشوب البعض خطأ فى ديناميكية التفكير مما يجر وبالا على الأمة جراء عدم المقدرة على توقع عواقب الأمور .
فعلى من ينادى فى حل مشكلة التعدى من بعض جهلة الحضارة الغربية بحل الجهاد أن يتانى الهوينة فهناك جهاد الكلمة وجهاد المنطق وجهاد الحوار مقدم على جهاد السيف وإفادته للدين أهم وأقيم علاوة على ذلك أن فرض الجهاد هو ما يفرضه علينا ديننا الحنيف لا يتوافر مع معطيات الموقف من التزايد المستمر والمتصاعد فى عدد معتنقى الإسلام فى أوربا وامريكا
وإن كان ينقص مسلموا الغرب تمتعم بكامل حقوق المواطنة بتلك البلاد وتعرضهم للكثير من المضايقات مثل قضية الحجاب أو بعض النظرات العنصرية فتلك فى سبيلها للتغيير لأن الإسلام هو الحق وسوف يجرف عنفوان وقوة ديننا الحيف من منطق ومثالية كل تلك الشوائب ان شاء الله
ولن ننسى أبدا تاريخنا العظيم والذى يابى أن يظل الحال على ما هو عليه فالأيام دول وحضارتنا هى القادمة ان شاء الله ساعتها وساعتها فقط سوف نكون نحن القدوة للغرب ويتهافتون علينا للتظلم من بعضهم البعض ونتبوء موقعنا الطبيعى بين الأمم . . . إن شاء الله عن قريب
إذا نحن أمام معادلة صعبة وهى ضرورة نهل ماثورات الحضارة الغربية من علم ورقى فى التفكير بل والاستزادة عليها لنكون نحن الاعلى بعلمنا وتقدمنا وسبقنا وفى نفس ذات الوقت الدعوة إلى ديننا الحنيف بكل ما اوتينا من حكمة وعلى عقلاء هذه الامة السير قدما فى الطريقين حتى لا ينسى الاجتهاد فى طريق منهما مآثر الطريق الآخر
وبشراكم بالنصر وإن الله لغالب دينه
شكرا