اثار الضحك الصحية و النفسية
يؤكد الأطباء ان نتائج البحوث العالمية تشير إلى ان نسيان الهموم والضحك عليها يقوي القلب وينعشه ويقلل من تجلط الدم وهو أفضل دواء لتقوية الجهاز المناعي والسيطرة على التوتر. كما يؤكد الأطباء ان الضحك لا يقتصر على تحسين الحالة النفسية والمزاجية بل يتجاوز ذلك إلى شحذ قدرة الجسم على مقاومة الامراض حتى الخطيرة منها فهو يحافظ على نشاط وحيوية أجهزة الجسم وسلامة ونضارة البشرة.
وتقول الدكتورة سوسن الغزالي أستاذة الطب السلوكي بجامعة عين شمس إن أبحاثا عديدة أجريت على عدد من المتطوعين عقب مشاهدتهم لبعض الأفلام الكوميدية الضاحكة ومدى التأثير المباشر للضحك على قدرة الخلايا المناعية لديهم مقارنة بمجموعة أخرى من الاشخاص لم يتعرضوا عمدا لأية مشاهد فكاهية أو كوميدية. حيث وجد ان الخلايا الليمفاوية تعمل بكفاءة عالية جدا بعد نوبات الضحك من القلب.
ومن المعروف ان الخلايا الليمفاوية تعتبر حجر الأساس في الجهاز المناعي لجسم الإنسان.
كما أكدت دراسة اجريت على بعض مرضى الاورام ان من يمارسون منهم حياتهم بطريقة طبيعية بعيدا عن الحزن والانفعال أو الاكتئاب والقلق وبشيء من التفاؤل والمرح يستجيبون للعلاج بشكل اسرع وافضل من غيرهم.
ومن الثابت علميا ان نسبة الاصابة بالفيروسات تكون اكثر في الاشخاص الذين يعانون من الحزن والاكئتاب ويعيشون أوقاتا طويلة في القلق والترقب لأمور معينة.
وتنصح دكتورة سوسن مرضى الحساسية الصدرية والازمات الربوية بعدم التعرض للأزمات النفسية ونوبات الغضب العنيف وأسباب التوتر والانفعال والحزن حيث إن هذه الحالات تزيد من شدة التعرض للنوبات الربوية الحادة وضيق الشعب الهوائية مما يعرض هؤلاء للخطر، كما تنصح هؤلاء بالترفيه عن النفس والابتسام والضحك واخذ الامور بطرق سهلة وبسيطة والبعد عن الانفعال والتوتر.
كما تشير دكتورة سوسن إلى ان عدداً من الدراسات ايضا قد أجريت عن تأثير الضحك على مرضى ضغط الدم المرتفع حيث وجد ان مجرد إثارة الضحك والقهقهة بصوت عال ومن القلب يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في ضغط الدم العالي وهذا يؤكد على اهميه الضحك في علاج هؤلاء.
من جانب آخر فإن للضحك تأثيراً ايجابياً على مرضى السكري ايضا من حيث انخفاض مستواه في الدم وعودته إلى معدلاته الطبيعية .
كما ان الابتسامة تعطي رونقا وإشراقا للوجه وتضفي عليه نوعا من الاسترخاء والانبساط لأكبر عدد ممكن من عضلات الوجه بعكس التكشير أو العبوس الناتج عن الغضب والحزن والذي يعمل على ظهور علامات الشيخوخة والكبر بشكل سريع.
وهذا ما يؤكده الدكتور هاني الناظر استاذ الامراض الجلدية ورئيس المركز القومي للبحوث مؤكدا على ان الضحك انفعال صحي وايجابي لنضارة وشباب الوجه وفعله أكيد على صحة وسلامة البشرة والجلد بشكل عام وهذه حقيقة علمية مؤكدة.
وقال ان الضحك بمثابة تمرين لعضلات الوجه ككل وبالتالي فهو يحافظ على الجلد مشدودا وبغير ترهل وبذلك نجد من يضحكون كثيرا لا تظهر عليهم علامات تقدم السن ولا يعانون من ظهور التجاعيد المبكرة مقارنة بمن هم في مثل سنهم ودائما ما نجدهم متجهمين عابسين لا تفارق التكشيرة وجوههم فهؤلاء تجد خطوط وعلامات الزمن والعجز واضحة وبارزة على جباههم وحول عيونهم وعند زوايا الذقن وكل هذه الخطوط تظهر في وقت مبكر.
وينصح الدكتور هاني بشرب كميات كبيرة من المياه مع التفاؤل والضحك كأسلوب حياة والحفاظ على الحالة النفسية جيدة والمعنويات مرتفعة كل هذه الأمور تحافظ على نضارة البشرة وشبابها الدائم كما ينعكس داخل الإنسان على مظهره الخارجي.
ويرى الدكتور احمد تيمور استاذ الامراض الباطنية والقلب ورئيس الجمعية العربية للطب البديل ان الضحك نعمة من الله عز وجل مبعثها السرور والبهجة وهو يحسن حالة القلب ويعمل على خفض ضغط الدم ويقلل من زيادة ضربات القلب وتسارعها كما يقلل من إفراز بعض المواد الكيميائية الضارة التي يفرزها الجسم اثناء الانفعال والغضب والتي تؤثر تأثيرا سلبيا في القلب والأوعية الدموية فمن المعروف ان الضحك ظاهرة صحية وطبيعية يقوم بها الإنسان على فترات معينة في اثناء الراحة والاستجمام مما يؤدي إلى شحذ النشاط وتجديد حيوية الانسان والبعد به عن كل آثار الحزن والتوتر النفسي والعصبي والقلق وكلها تعتبر اهم اعداء القلب، فأثناء ممارسة الانسان للحظات لفرح والرضا والضحك يقل افراز بعض الهرمونات الضارة كالأدرينالين وبعض المواد الاخرى التي تعمل على انقباض الشرايين وتتسبب في ضررها ذلك أنه اثناء عملية الضحك فإن ما يحدث خلال العملية الطبيعية هو التنفس العميق الذي يدفع بمزيد من الأكسجين إلى القلب والرئتين وسائر أعضاء الجسد كما أنه في نفس الوقت هو عملية تفريغ لشحنه عصبية تؤدي إلى الاسترخاء العضلي والذهني تقوي وتنشط الجهاز المناعي وهو بدوره يقي الجسم من غزو الأمراض المختلفة.
ومن الناحية النفسية يعتبر الضحك قرينا للمزاج المرتفع في مواجهة الحالة الصحية المضادة للاكتئاب والمزاج المنخفض الذي يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب والاصابة بالفيروسات وغيرها من الأمراض المختلفة التي قد يتعرض لها الجسم بشكل يومي مع انخفاض الحالة النفسية وتدهور الروح المعنوية وهذا ما يفسره الاطباء النفسيون بان مريض الاكتئاب هو شخص غير قادر على الضحك ولذلك فالضحك يعتبر حماية ووقاية من الأمراض الجسدية والنفسية على السواء