التخلص من قراءة القرآن فى المقابر – ووهب الثواب للأموات

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته



فى كثير من بلادنا لا سيما فى مصر نرى كثير من الناس فى خلال زيارتنا للمقابر
نجدهم يقرأون القران على مقابر موتاهم ....
أو يستأجرون أحد الأشخاص – ممن يدَّعون المشيخة – للقراءة بمقابل مادى
ومن المشهور قراءة سورة الفاتحة على الأموات ....
و للأسف الشديد نرى ذلك من بعض أئمة المساجد .. ولا حول ولا قوة إلا بالله

هل تعلمون إخوانى أن قراءة القرآن فى المقابر عموما تعتبر من البدع الواجب التخلى عنها
ان حكم قراءة القرآن فى المقابر هو الكراهة مثله كحكم الصلاة فيها ونستدل على ذلك من
قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، فإن الشيطان يفر من البيت
الذي يقرأ فيه سورة البقرة ) أخرجه مسلم

كما أنه لم يرد عنه صلى الله عليه وسلم أنه فعل ذلك لأحد من أهله فقد حضر موت زوجته السيدة خديجة
ومات عنه إثنتين من بناته فى حياته ، ولم يرد عن أحد من صحابته رضى الله عنهم فعل ذلك فيما نعلم

وللعلم أيضا أن الأحاديث التى وردت عن قراءة سورة يس للموتى هى احاديث ضعيفة
أما السنة فهى الدعاء للميت والإستغفار له

ونجد اناسا يجتمعون فى بيت الميت يقرأ كل واحد منهم جزءا من القرآن حتى يختموه ثم يدعون بدعاء مقصوده
وهب ثواب القراءة للميت بل ويهدونه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم


لقد غفل هؤلاء عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له)) رواه مسلم
بالله عليكم هل ذكر فى الحديث قراءة القرآن

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله عند تفسير قوله تعالى : ( وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى ) : " ومن هذه الآية استنبط الشافعي ومن تبعه
أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى ؛ لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم ، ولهذا لم يندب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمت
ولا حثهم عليه، ولا أرشدهم إليه بنص ولا إيماء ، ولم ينقل عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم
ولو كان خيراً لسبقونا إليه

لماذا لا نؤمن أن الخير كله إنما يكون في إتباع ما أمرنا به الله على لسان رسوله
صلى الله عليه وسلم الذى قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" ، رواه مسلم




إخوانى نكرر مرة اخرى المحبة الصادقة لله ورسوله إنما تكمن فى حسن الإتباع
اللهم إهدنا اجميعن
وطهرنا من البدع يا رب العالمين