اولا اقترح على المشرف العام ان يقوم بفتح مجلس للمواضيع السياسية . وشكرا.
تهديد العراق بالضربة بعد الانتهاء من ضرب أفغانستان وتأتي سلسلة الأحداث فلا ندري من بعد العراق من الدول العربية اهو السودان أم ليبيا أم سوريا أم لبنان ، وكل ذلك بداعي الإرهاب ، ومن منطلق التحليل لما تعتزم الولايات المتحدة القيام به ضد العراق أرى من وجهة نظر خاصة انه ستأتي بالويلات الكبيرة والكثيرة على المنطقة الممتدة من أقصى الخليج العربي وحتى حدود أوروبا مع تركيا ، وستتمثل تلك المشكلات بهزات سياسية مثل ما هو متوقع في تركيا فتغيير النظام السياسي العراقي سيعطي فرصة للأكراد العراقيين أما بتأسيس كيان سياسي بحكم ذاتي أو إعطاءهم مزيدا من السلطات أو الامتيازات داخل الجمهورية العراقية ، مما يثير ثائرة أبناء عمومتهم في تركيا التي تخوض حربا ضروس ضد تمرد الأكراد في الشرق التركي ، وهذا ما سينع** على البرود الذي يسود القضية الكردية في تركيا حاليا ليبدأ بإشعال نار هذه القضية مرة أخرى هذا إضافة لما تعانيه تركيا حاليا من أزمة المطالبة بتغيير الحكومة الحالية ، وهذا سيوقعها في خلل أو هزة تؤثر على المحيط الأوروبي المتمثل بقضية قبرص ، فمن المتوقع أن تتقدم اليونان بمطالباتها عبر الاتحاد الأوروبي للحصول على بعض مطالباتها السابقة التي رفضتها تركيا وتم التوقيع عليها بين الطرفين أخيرا ، وذلك للضغط عليها في مقابل مساعدتها ودعمها في إشكالياتها الداخلية . هذا من جانب تركيا أما ايران العملاق الإسلامي فان ما سيهزه هو خوفه من أن تلعب الولايات المتحدة معها بورقة المعارضة الإمبراطورية أو المؤيدين للإمبراطور السابق بهلوي والذين يعتبرون ابنه المنفي في أوروبا رمزا للملكية ويجب إعادة تنصيبه وإذا قارنا بين الطرفين لرأينا رجحان كفة المعارضة الإيرانية على العراقية من حيث الإمكانات فمن حيث العدد يتمتع المعارضون الإيرانيون بشريحة واسعة من المؤيدون منهم فعاليات سياسية وثقافية واقتصادية متواجدون داخل ايران ولهم تمثيل برلماني ومن حيث الدعم تملك المعارضة الملكية المليارات مما سلبه النظام الملكي الإيراني السابق إضافة لإذاعة متحدثة بالفارسية وصحف ومجلات متحدثة بعدة لغات ، بعد هذا ألا يحق لإيران أن تتخوف من قلب النظام العراقي مع أنها تتمنى زواله اللحظة قبل الأخرى ولكن من دون أي تدخل أمريكي أو أوروبي ، وجدير بالذكر انه يوجد احتمال وجود مفاوضات خلف الكواليس بين المعارضة الإيرانية في العراق والحكومة المستقبلية للعراق المدعومة من قبل واشنطن .
هذان مثالان لأكبر دولتين في المنطقة ، وهو بالتالي سيلقي بظلاله على دول المنطقة وخصوصا العربية منها ، فمثلا سوريا ستكون في مواجهة مباشرة مع القوات الأمريكية في العراق ، والتي تتهمها واشنطن بدعم الحركات الإرهابية المتمثلة بالمقاومة اللبنانية (ح** الله) مما سيوقعها بين فكي التمساح القوات الأمريكية في العراق والقوات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة وسيكون من السهل ومن الطبيعي انصياع السوريون للمطالب الإسرائيلية عن طريق الضغط الأمريكي في مقابل مجموعة من الامتيازات أو الإعفاءات منها شطب اسمها من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب وحل أزمة الديون السورية ورفع الحظر عن استثمار الشركات الأمريكية في سوريا وغيرها من الامتيازات التي يسيل لها اللعاب ، إلى جانب كون القيادة السورية الشابة ترغب في الانفتاح على العالم . هذا على سبيل المثال لا الحصر
أما بخصوص الهزات الاقتصادية ، فمن الطبيعي ساعة وقوع أي حادثة انقلاب في أي دولة في العالم ستتأثر الدول المنطقة المحيطة بهذه الدولة ، وبما أننا في أغنى منطقة نفطية في العالم فمن الطبيعي أنها ستتأثر لعدة لأكثر من سنة كما هو متوقع ، فمن جهة العراق فان صدام سيلعب بورقة الحشد الجماهيري للشعب والتجنيد باسم شهداء القصف الأمريكي إضافة للمعارضة الإيرانية المتواجدة على الأراضي العراقية وما يسمى بفرع القاعدة المتواجد في جبال العراق المحاذية لإيران ذو الطابع الإسلامي المتشدد ، أما الجانب الأمريكي فإضافة للمعارضة العراقية في الخارج فمما لا شك فيه فانه يحاول محاولات جبارة لحشد التأييد الدولي وخصوصا العربي الخليجي بالذات للموافقة أو لإعطاء الضوء الأخضر لضرب العراق وهذا ما ترفضه دول المنطقة بلا استثناء ، ويقول قائل أن الكويت مهددة من قبل العراق ، ونقول بان تغيير نظام دولة ليس بالأمر السهل ذلك كون الكويت الجارة الأولى للعراق ، وهذا سيؤدي لتدفق أعداد من اللاجئين ليست بالبسيطة إلى الكويت إضافة للأردن وسوريا وإيران ، وهذا سيفرز الكثير من المشاكل الاجتماعية والأمنية والاقتصادية ، هذا إذا علمنا أن النظام الجديد في أي دولة يحتاج على الأقل لفترة ستة اشهر لإعلان برامجه ونواياه وطبيعة نظامه وكيفية علاقاته مع الدول المحيطة به والدول العظمى ، ومن الطبيعي أن النظام العراقي الجديد سيفتح أبوابه لإسرائيل ففي مقابل تقويض النظام العراقي الديكتاتوري حسب الادعاء الأمريكي فان أولى شروط الأمريكان لهذه القيادة الجديدة أن تقيم علاقة مع الكيان الصهيوني وبذلك تكون إسرائيل قد نجحت في الوصول لمياه الخليج العربي بشكل أقوى مما كان ( عمان وقطر ) باعتبار أن العراق سوق استهلاكي يوازي هاتين الدولتين . إضافة إلى أن ظاهرة المهرجانات في المنطقة ستخف إن لم تختفي لمدة تتراوح بين العام إلى الثلاث أعوام كحد أقصى بسبب الخوف من ردة فعل من جهة المعارضين للتواجد الأمريكي من جهة ومن مؤيدي صدام من جهة أخرى، هذا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن العملية إذا تمت ستحتاج في اقل تقدير في حال انهيار العراق إلى أربعة شهور لتقويض النظام وإسقاطه ( كأقل تقدير ) هذا إذا وضعنا في الحسبان العمليات التي ستنطلق من الخليج العربي والأردن وتركيا وهو ما يسمى بعملية بغداد أولا أو خليج الماعز ، وتحتاج القيادة الجديدة إلى إعلان برامجها وتحويل الجمهورية من النظام البعثي الاشتراكي إلى آخر ديمقراطي على النهج الأمريكي سيتخلله استفتاءات شعبية واجتماعات مع القوى المختلفة على ارض العراق(الأكراد، الشيعة، البدو ،المعارضة في ايران) و الدول الداعمة لأخذ حصصها من الاستثمارات التجارية في العراق ستأخذ اكثر من ثلاث اشهر وتثبيت النظام وإعادة بناءه وتقويته تحتاج لما لا يقل عن العام الواحد ، وإعادة الثقة في اقتصاد المنطقة يحتاج إلى أربع أو ستة شهور ، وهنا ما يقدِر على الحساب فليحسب الخسائر الكبيرة التي ستمنى بها الدول المشاركة في هذه الحملة أو الحرب ودول المنطقة والتي تقدر بالمليارات من الدولارات إضافة لخسائر أخرى هي قيمة التسلح بأسلحة جديدة وتطوير القديم منها أو استبداله .
ولا ننسى أن هذه المنطقة غنية بالنفط وستضل المورد الأول لمصانع العالم الغربي في ظل ارتفاع أسعار النفط الآسيوي من استخراجه لبيعه في الجمهوريات المستقلة عن الاتحاد السوفيتي ، وعدم ضمان النفط المتدفق من أمريكا اللاتينية بسبب عدم الاستقرار السياسي في تلك البقعة من العالم ، وهنا يمكننا الجزم بأن هذه الحملة لتغيير نظام إقليم صغير ولكنه مهم على المستوى الدولي سيلقي بشرره على جميع أنحاء العالم .
وهنا من منطلق التحليل السياسي يرى المتتبع لأحداث هذه الحملة أنها ستأتي بالويلات خصوصا على الولايات المتحدة واقتصادها ، فصحيح أن اقتصاد الولايات المتحدة أقوى اقتصاد في العالم إلا انه سيتعرض لهزة سيفقد ثقة السوق بها ولو لفترة بسيطة لأسباب ثلاثة :
- الفضائح المالية التي لم برزت في عهد الرئيس الأمريكي الحالي بوش الابن وما تلتها من تورط مسؤولون حكوميون كبار فيها .
- الحرب الأفغانية أو المستنقع الأفغاني والتي تبين تورط الولايات المتحدة فيها بدليل التغطية المتكتمة على الأحداث الحاصلة هناك ، فلا يمر يوم إلا وتشن مجموعات مجهولة هجوما على القوات الأمريكية المتمركزة هناك ، وبدليل إعلان نيتهم عن استبدال القوات العادية بقوات متخصصة ومدربة على مواجهة حرب العصابات .
- عملية خليج الماعز والتي من المتوقع أن تكون كحرب خليج الخنازير مع كوبا ، فصحيح أن الشعب العراقي يتمنى زوال صدام إلا انه لا يتمنى أن تكون أمريكا من تزيله ، فهم لا ينسون المليون طفل والمجاعة وملجأ العامرية والكثير من المذابح التي ارتكبتها القوات الأمريكية بحق العراقيين الأبرياء .
وهنا ألا يمكن القول أن الولايات المتحدة ستدفع ثمن استعراض عضلاتها على العالم بهزة ستؤثر عليها وعلى العالم ولو على الأمد البعيد .