ليس جديداً أن أكتب عن الحب
وليس مناسبة تلك القصيدة ما يسمونه (الفلانتاين داي)
فأنا أرى أن الحب يجب أن يحتفل به كل المتحابين كل يوم وكل لحظة
فالحب .. الصادق .. من أسمى العلاقات البشرية على الإطلاق
ولذلك دعوني أهدي تلك القصيدة
لكل من أحب الحب الصادق الشريف الطاهر
لكل من أحبهم في الله
أهدي قصيدتي للحب ذاته ..
الذي طالما شملنا بعطفه وحنانه
وطالما أسأنا إليه ..
أترككم مع عملي المتواضع والذي ألفته الآن ..
فتقبلوا إن أحسنت
واعذورا لو أخطأت ..
سأكتبُ عن الحبْ
غيرَ ما قيلَ من الشعراءِ والأدباءِ والعامةْ
سأكتبُ عن الحبْ
بقلمٍ صنعتُهُ منْ حُبْ
على ورقةٍ بياضُها حُبْ
سطورُها تناسقَتْ بالحُبْ
فدعونِي أَسْتَرْسِلُ في قولي
دعوني أكتبْ أطولَ أشعاري
أرجوكم لا تَمَلُّوا
فسأكتبُ مليونَ بيتاً لا أكثرْ
البيتُ الواحدُ مليونَ كلمةٍ لا أكثرْ
الكلمةُ مليونُ حرفٍ
الحرفُ أنشودةُ حبْ
هيا اجْلسُوا
أعددتُ لكم مقاعدَ وثِيرَةْ
لا لا .. هذا محجوزٌ يا سيدي .. عذراً
ولم؟
إنه عرشُ الأميرةْ
أميرة؟
نعم .. مُلهِمَتِي مَنْ أَجْرَتْ أنهارَ الحبِّ
تفضلْ هُنَا ..
تفضلوا .. اجلسوا
أرجو الصمت
الهدووووء
الاسترخاء
حيثُ يشقُّ جدارَ الصمتِ
صوتُ البحرِ
يشقُّ جدارَ العتمةِ
ضوءُ البدرِ
هيا .. ابدأ .. قلْ ما عندَك
صبراً .. صبراً
البدرُ في كبدِ السماءْ
وأميرتي لم تأتِ بعدْ
البدرُ يشتكي
يطلبُ أميرتي .. يتحسسُ الضياءْ
حسناً .. سأقصُّ عليكم قصةً
أيةُ قصةٍ ..؟ نريدُ الشعر..
عذراً .. لا شعرَ بدونِ الأميرةْ
حسناً .. اروِ القصة
قصة لبنى
لبنى كانت طفلةَ أحلامِ الأمسِ
ذاتَ جدائلَ قد لونَها ضوءُ الشمسِ
كانت لبنى برتقالةً لا قُرُنْفُلَةْ
تُقْبِلُ .. أَلْمَحُ فيها
في كلِّ كيانِكِ - لبنى - ألمحُ ..
حياتي مقبلةْ
كنا نلعب ..
نلعبُ لعبةَ
(الاستغماية)
كانت تختبئُ بعيداً
وأظلُّ مُغْمَضَ العينين
أجدُها .. وأنا مغمضُ العينين
عبيرُها دلَّنِي
ويجيءُ علي الدورُ .. أختبئُ
وتنادي عليّ ..
أُمْعِنُ في التَّخَفِّي
تنادي عليّ ..
ما أروعَ تلك الكلمة – اسمي – من شفتيها!
لن أرد ..
وتنادي ..
و ... تبكي .. ترتعد ..
أجري عليها ..
لماذا تركتني وحدي؟
كنا نلعب ؟
ظننتُك لن تأتي ..
كنا نلعب ..!!!
لا تتركني .. أرجوك
لبنى .. كنا .. لبنى .. كنا نلعب ..
وترتمي في حضني
كهرةٍ كانت تصارعُ الأمواجِ
لن تتركني ثانية
أتفهم .. ؟ لا تتركني ..
لا تتركني ....
أُطَوِّقُها بذراعيّ
يَسْرِي زَفِيرِي على شَعْرِهَا
تَغُوصُ في صدري
لبنى .. هل نمتِ
لبنى ..
ظلتْ لبنى ظلي
ظللتُ ظلَّها الظليلِ
في يومٍ .. بلا قمرْ
أبي .. أمرْ
أصدر أمراً بالرحيلِ
لبنى .. سنرحلُ
إلى أين ؟
بلدة أخرى ..
يومان وتعود أليس كذلك ؟
صمت ..
أسبوع .. ؟ شهر ؟ .. عام ..؟
صمت ..
تكلم .. ألن أراك ثانية؟
صمت ..
الأهلُ لا يأبهونَ ..
يجهزونَ الحقائبَ
الأهلُ يسلمونَ على الأهلِ
لا يشعرونَ
بمن يموتانِ خلفهما
أنا ولبنى .. نموت ..
ننظرُ تذوب أعينُنا .. نموت
نذرفُ الدمعَ
نحبسُ أقوى صرخةِ صمتٍ .. نموت
مددتُ يدي بحصاني الخشبي
مدت يدها بدميتها البهية
تبادلنا الذكريات
نزلتُ السلم
عند بابِ السيارةِ
نظرتُ لأعلى ... حيث القمرْ
حيث انتهاءُ البشرْ
.. وبقيتْ لبنى ..
تمدُّ ذراعيها ..
عيناها تقولان .. تتوسلان .. لا ترحلْ
آه لبنى ..
إني مفارق
والشوقُ حارق
والألم فوق القدرة خارق
رحلتُ .. وإلى الآن لم أعد ..
تُرى .. أين أنتِ الآن يا لبنى؟
أراك كل ليلةٍ قمرية
أراك في مياه النيل
في موج البحر
في ثمر الشجر
أراك بهية .. أبهى من بهية
في غروب الشمس أراكِ
هل نعود ؟
هل نعود ؟
وجاءت الأميرة ..
هيا أمتعتنا بقصتك
قل قصيدتك
يفسحُ الجميعُ الطريق
للبريق
للأميرة
تعتلي العرش
تجلس
أذهبُ إليها
أُقَبِّلُ يدَها
أتوجهُ لمنصةِ الإلقاء
أُخْرِجُ لُفَافاتِ ا لورق
هيا .. قل لنا المليون بيت
هيا .. ماذا تنتظر ..
.. لن تَمَلُّوا .. أليس كذلك ؟
وعدناك .. لن نَمَلَّ .. فقل ..
أتوجه بعينيَّ تجاه أميرتي
أميرتي ..
.. ..
.. ..
.. ..
أحبك ..
..............................
........................
...............
........
.....
..
.
انتهت قصيدتي ..
سادتي ..
........................
...............
؟؟؟؟؟؟؟
!!!!
صمت ..
مليون صمت ..
تصفيق ..
هتاف ..
ختام ..