بعد أن حلُـمت بكِ ..
أتاني إحساس .. كنت أجهله
لم أعرف ماذا يريد .. أو ماذا أريد
فقد أحسست بحياتي .. تغيرت
ونهايات طريقي قربت .. وصفحات حنيني نفِدَت
فماذا باستطاعتي أن أفعل ؟!..
سؤال يلح على أن يعانق أمان إجابته المـجهولة المرعبة
فكأني بحالتي هذه ..
سحابة شتاء بكت أمطارها فلم تجد من حزنت لأجل فرحته
فقد هلت دموعها .. لصحراء حلم جرداء
فلم تزهر أشواقا بل .. أشواكا
فماذا باستطاعتي أن أفعل ؟!..
سؤال يجهل كيف يعرف معنى الهدوء .. بداخلي
من العادة ..
أن الكل يبكي في حزنه وينوح .. إلا أنا
فقد صرت بلغة الحزن أتخاطب .. وبلحنه أغني وأتطرب
احترت على أي غصن أجد تلك الزهرة لأسقيها ..
بعد أن تعودت أن أسقي الشجرة كاملة .. لم أعد أستطيع
والحيرة من شدة حيرتها بي ..
أن أرشدها لصواب طريقها تطالبني !..
ولم تراعي مطلبي ..
فأي حيرة هذه !!...
وكأنها تخيرني بين مرَّين ..
هل تريد أن تموت ؟ .. أم تريد أن تحيا بحيرتكَ تجاهها ؟
لكي لا تجهلني تلك الزهرة ..
لم أعرف عنها .. إلا أنها زهرة يفوح منها زكي روائحها لتعطر ربيعنا
فلا تتحرك غيمة فوق سمائي .. إلا وأعرف وجهتها
أمطرت أم لم تمطر ..
ولكني لا أملك غيوما .. لا أملك احتمالا بأن تمطر أو لا
فأنا أملك سحب الغرام ..
فلا أرسل إحداها حتى تجد شجرة تبكي أغصانها .. لهجران طيورها
وأروراقها تحن لمعانقة .. ثمار أزهارها
عندها ستمطر حنانها .. وحبها
ولكن بألم .. فلا أبوح بما بصدري
لأعوض ذلك بدموعي .. فهي أمطاري
من كل وردة عاشق لعشيقته ..
وبكل شوق البشر .. للقاء أحبائهم
وكل كلمة حب في جوفي .. تتمناكِ
وكل إحساس فيني بغموضك .. وغموض ما تُـكِـنِّـي بحناياكِ
أهديـــك .. أهديـ ـ ـ ــك ...
لا أعلم ماذا أهديك ..
فالحيرة أماتت كلماتي قبل أن تشرق شمسها
وأرسلت إلي جنودها .. فاستولت على قلعة إحساسي
فما كتبت من كلمة إلا و مَـسَـحَـتْـهَا ..
غير أن كلماتي هذه .. هربت قبل أن تأتي مرة أخرى
قبل أن يُـظْـلَـمَ .. إحساسها فتقتل علي يدي تلك الحيرة